حينما يمنع "صوت القرآن الكريم" في الحافلات..فأنت في رام الله !
رام الله – فلسطين الآن – خاص - ما نقوله ليس " فرقعة " إعلامية أو نسجا من ضروب الخيال ، فهي قصة حقيقية جرت فصولها على أحد مداخل مدينة رام الله – التي تخضع لسلطة محمود عباس – و بالتالي فمن الطبيعي أن يصل قمع الحريات فيها إلى حد التدخل في ما يسمعه المواطنون في الحافلات والمركبات العمومية .
قبل عشرة أيام كان السائق " و.م." يقود مركبته العمومية من إحدى قرى رام الله باتجاه المدينة وقد كان السائق قد ارتكب جريمة حسب مفاهيم سلطة رام الله! هذه الجريمة تتمثل في ضبط المذياع على صوت القرآن الكريم الذي ينطلق بثه من مدينة نابلس في الضفة المحتلة وكان "الصوت" يبث محاضرة دينية لأحد مشايخ الأمة ، لم يرق ذلك لأحد الركاب والمعروف بارتباطه الوثيق بأجهزة رام الله الأمنية ، طلب الراكب من السائق إغلاق المذياع ولكن طلبه قوبل بالرفض .
الدين لحماس
هذا التصرف من السائق أثار حفيظة ذلك الراكب فما كان منه إلا أن قام بالاتصال علانية وعلى مسمع كل من في الحافلة بالأجهزة الأمنية في رام الله وإبلاغهم بما جرى والطلب منهم التصرف بما هو مناسب ! مضى السائق في طريقه ، ولم يكن يعلم هذا المسكين أن أجهزة عباس كانت أسرع منه وبانتظاره على مدخل مدينة رام الله ! وهناك انهالت عليه شتائمهم ! أغلقوا المذياع وهددوه بالسجن وبسحب الرخصة وبمنعه من القيادة ! وحينما حاول سائقنا الاستفسار عن جريمته التي قادت إلى هكذا رد كان الجواب جاهزا : " أنت تستمع لدروس دين والدين لحماس وممنوع عندنا في رام الله " ! ! !
ويعاني المواطنون في الضفة المحتلة من سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها سلطة المقاطعة ، فتارة تعتقل الصحفيين ومن قبلها تحظر فضائية الأقصى وتمنعها من العمل في الضفة المحتلة، وتارة تشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة على خلفية مشاركتهم في انتخابات مجالس الطلبة، وقبل ذلك كله كانت قد حظرت صحيفة فلسطين، وفي هذه الأيام تشن حملة تهجمية على قناة الجزيرة وحركة حماس التي تساندها-على حد زعمهم-، حتى وصل الأمر بهم إلى حد إسكات صوت المذياع في الحافلات.